ذات ليلة أسير بخطى متعثّرة
في اتجاه مقصود
لكنّه غارق في المجهول
وفي كل خطوة أخطو الليالي
أتأمل عقارب الساعة تمضي
لكنها تقف جامدة كالثكلى
يعزّ عليها أن ترى خطواتي
منتهية إلى المجهول
أتأمل في تقاطيع الليل والفيافي
وأستنكه الوجود والملكوت
في الضواحي
في سراديب المجهول
أتلقّى دوي الرياح
ونباح الكلاب ومواء القطط
بقصديّة لا شعورية
أتأمل في كائنات
أبحث عن الشيء واللا شيء
وعن الظاهر واللا ظاهر
في جوهر وجود وهميّ
يتلاشى فيه الزمان والمكان
ويغيب فيه العقل والمنطق...
********************
أستحضر اللامعقول
في التماهي
وأطير بجناحي الثملات
فيما فوق المادة
أستنشق عبير الميتافيزيقا
المتناثر
هنا وهناك يخنق أنفاسي
ويسرّع من خطواتي
إلى أمل النهاية
وأتلذذ بما سيأتي
وراء أمل النهاية
بما سيأتي ولن يأتي
********************
لكن في خطاي
أكتشف أنها عبثيّة التوجه
أسير في سراديب وهم الشبقيّة
لأعيش لذة الخلود
لذة الشبقيّة تعدم المعقول
وتمنطق اللامعقول
في ميوعة سرمدية
أسير بخطواتي
في سراديب الحقيقة الموهومة
المغلفة بالمصالح والشهوات
تعلنها الرغبة اللامحدودة
المتماهية مع كينونتي
بيأس وشقاوة
بنكهة شوبنهاور تنتهي
بيأس فلسفي
متجاوز لمنطق الوجود
********************
أسير وأسير بخطى واثقة
لكن واهمة
هي في النهاية
سير إلى مجهول أعمى
أستحضر المجهول
كحقيقة واقعية
لكنها مجرد وهم يخدم
مصالحي
بعقيدة نيتشه الفلسفية
********************
في السراديب والمنعرجات
اللامتناهية
أبحث عن الحقيقة
هي وهم مغلّف بمصداقية
الخطوات
وكلما تعثّرت خطواتي
يبدو لي ما كان حقيقة
مجرد وهم...
ما كان حقيقة دمّر مصالحي
وشهواتي
********************
في خطواتي صدى ضائع
يئنّ من ألم وأوجاع اليتم
يعزّ عليه قلوب جرحى
ونفوس تموت ظمأى
أسعى إلى حلم الإنقاذ
بخطواتي
لكنها خطوات مقيّدة منهوشة
بوهم مستور
تقف أمام تقاطع الطرق
معلق عليها لافتة المجهول
فأفجّر الأحلام والتطلعات
فيما فوق المآسي
في العقول والقلوب والنفوس
تسري في أوصالها
كخرير المياه
وتئنّ من الجمود والرجوع
إلى القهقرى
ولكنها تقع في يأس وشقاء
شوبنهاور
وفي وهم وعبثيّة نيتشه
تلك هي الحياة
بالخطوات نحو المجهول
إن كلماتي عبارة عن قبور
أدفن فيها العقول والقلوب والنفوس
وهل بالمجهول والوهم
أكون منقذاً؟!!