في انسجام أعزف لحني
وانغلاق في ذاتي
أعزف لحني في انسجام
في انفتاح مع الوجود
لكنّك أيّها الزمن القاهر والغاصب!!
عقّدت حياتي
بلا رحمة ولا شفقة كسّرت أجنحتي
فلا أطير في فضاء الوجود والزمان
أيّها الزمن القاسي
في تاريخيّته وسيرورته
أيّها القاسي بتاريخك المتعجرف
تؤرقني في سكوني
وتبعثر كلّ أوراقي
في موجة غضب متصاعدة
ولذّة شبقيّة مخترقة
أعزف نغماتي في تناقض وجداني
وأركب جزئيات لحني
في جزئياتي، في أمواج مشاعري
أتأرجح بين وبين
بين حبّ ورغبة وعشق
بين صراع وشقاء وألم
أنا نفس وروح
لا تنتهي ألحانها لا تنتهي
في عزف على أوتار سيرورة التأليف
والاسترجاع الشعوري بآليات المقاومة
من أجل شاطىء الأمان
وتصريف انفعالاتي
والغضّ عن فلتات لساني
عن فلتات نكتي المضحكة
وتقمّص شطحات الفنّ والألوان
عن نغم حركات الجسد
ونوتة تضاريســـه الشبقـيّـة
عن إيحاء الصور وآليات المقاومة
وفي هيكل المسرح، أعـبّــــرُ:
عن شقائي عن معاناتي
ووجوديتي في فرحي وسعادتي
أنا...النّفس في سيرورة التاريخ
أيّها الزمن لما لا ترحمني؟!!
أفرّ إلى المعبد الموسيقيّ
أعزف سمفونيات الوجود
لتستكين معاناتي أقاوم وعيي الشقيّ
أنا النفس...أعزف ألحان التمويه
وألحان المراوغة والتحويل
وألحان الـتقـمُّـص وألحان الـتماهي
إلى حدّ الاستغراق المطلق في الوجود
والتحويل والتحوّل في مواقع الكون والوجود
أنا النفس...أسعى إلى
آليّات لأحمي ألحاني
من انهيار مـدمّـر، من جنون لاحق
أنا النفس...تتجه بألحانها
إلى آليات الكبح والمنع بلا شعورية الكبت
بِوَتَرٍ وجدانــيّ عازف نوتـة المدّ والجزر
صراع وصراع
فينتهي على حافة الجنون
موت الأحاسيس وبلادة المشاعر
آآآه أيّتها النفس الإنسانيّة؟!!
كم هو كبير ذاك الأمل، ذاك التفاؤل
تتناسي كل عذاباتك
من أجل ابتسامة صادقة
ولحظة حنوّ مشفقة
حياتك في إنسانيتك
وإنسانيتك في وجودك ولذّتك السرمدية
آآآه أيّتها النّفس الإنسانية
ما أعظمك!!!