صرخة أم ثورة أنت؟!!
أيّتها الصرخة من أنت
ما هويتك وما كينونتك؟!!
هويّتي أنا في كينونتي
هويتي أنا في سيرورتي
هويتي أنا في سرمديتي
تنبع، تصرخ بلا انقطاع...
ذلّ لا يطاق، هوان لا ينتهي
وصرخة تجثو
فوق صدر كلّ جبروت
لا تساوم في وجوده
صرخة تنسفه في كل وجوده...
هي عشيقة المستضعفين
وحبّهم السرمدي
تطعم، تغذّي، تحمي
كرامة المهدورين
تسقيهم من صدمة الانتفاضة
بروح المقاومة
تهديهم الأمل في الوجود
وغبطة الحياة...
ترفع عنهم غطاء الضباب...
صرخة ثورة أنت
بالله عليك من أنت؟!!
حيّرني أمرك!!!
مرّة تظهرين بسيرورة الإصرار
ثُمّ تختفين في غياهب الجبّ
لا ريح لك ولا رائحة
إلى حدّ شوق الوصال
وعذاب الألم والانفصال...
هههههه! أنا صرخة لا تعرفني
مباشرة
من خلال ظلالي وآثاري
تعرفني في الكرّ والفرّ
تعرفني في النزال والنطاح
تعرفني أنا
من تبدّد ضباب كلّ الوجوه
المختفية وراء التجبّر...
أخنق أنفاسه
أُنزل من فمي حمم براكين النار
كانزلاق سيل من علوٍّ
غاضبة، مزمجرة، مصعقة
في وجه كل استبداد
في وجه كل عبودية
تقلع جذور الرقّ من الوجود
في شموخ الجبال
وانبطاح السهول
فـي زرقة البحر وهذيانه...
صرخة ثورة أنا
هويّتي في صوتي
في زمجرتي وصعيقي
أنا صرخة الثورة
أنشر وأزرع نبات الإنسانية
في كلّ مكان
في الأرض، في السماء، في البحار
أنشر أوراقها في كلّ بيت
في الوجدان، في العقل المتصلّب
أصبّ رحيقها في كلّ كأس
في كلّ وِعاء وفي كل كوب...
بشرى لكم
تلك هي أنا صرخة الثورة
أصاحب كلّ أنين، أصاحب كلّ ألم
معاناة بني آدم هي عشيقتي
أتوحّد معها في عمق وجودي
أتوحّد مع الألم في سيرورة تاريخي
أنغمس فيهما
وأغرق فيهما حدّ النّخاع...
لا أكلّ، لا أفترُ، ولا أعيا
قوّتي تهزم العناد
الصلابة والإجحاد...
أنا الصرخة التي
لا تجترُّ وراءها ولو نقطة
من خيبة أمل أو يأس يعادُ
أفتح كل انسداد أفق
أعيد بناء أيّ انهيار
أملاً بالإسمنت، بالحديد والنار...
لا أنتحر لا أنتحر أيّ انتحار
وجوديّ أو مذهبيّ
يحرّك خيوط التاريخ
لأنسج في ثـوبه قيم الحبّ والسلام
قيم العدل والمساواة
تدمّر بحبوحة الطبقيّة
تدحض جبروت التسلط والاستعباد...
تتّهم، تدين كلّ ديماغوجيا
كلّ ميتافيزيقا الخطاب
خطاب التمنّي
خطاب الاتّكال والاستجداء
في القول والاعتقاد
في الكسل، في النوم...
أيُّ صرخةٍ أنا؟!!
صرخة القدر المحتوم
أم صرخة اصطدام
في كينونتك ووجودك
في ألمك ومعاناتك
فكيف تدرين أو تشعرين
حين أنسابُ بين ضلوعك
فأخترق استيهاماتك...